کد مطلب:30858 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

الحکمة 092















إیاك و الشهوات و لیكن مما تستعین به علی كفها علمك بأنها ملهیة لعقلك مهجنة لرأیك شائنة لغرضك شاغلة لك عن معاظم أمورك مشتدة بها التبعة علیك فی آخرتك إنما الشهوات لعب فإذا حضر اللعب غاب الجد و لن یقام الدین و تصلح الدنیا إلا بالجد فإذا نازعتك نفسك إلی اللهو و اللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلی شر منزع و أرادت بك أفضح الفضوح فغالبها مغالبة ذلك و امتنع منها امتناع ذلك و لیكن مرجعك منها إلی الحق فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلی الباطل و مهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلی الخطإ فلا تداهنن هواك فی الیسیر فیطمع منك فی الكثیر و لیس شی ء مما أوتیت فاضلا عما یصلحك و لیس لعمرك و إن طال فضل عما ینوبك من الحق اللازم لك و لا بمالك و إن كثر فضل عما یجب علیك فیه و لا بقوتك و إن تمت فضل عن أداء حق الله علیك و لا برأیك و إن حزم فضل عما لا تعذر بالخطإ فیه فلیمنعنك علمك بذلك من أن تطیل لك عمرا فی غیر نفع أو تضیع لك مالا فی غیر حق أو أن تصرف لك قوة فی غیر عبادة أو تعدل لك رأیا فی غیر رشد فالحفظ الحفظ لما أوتیت فإن بك إلی صغیر ما أوتیت الكثیر منه أشد الحاجة و علیك بما أضعته منه أشد الرزیة و لا سیما العمر الذی كل منفذ سواه تخلف و كل ذاهب بعده مرتجع فإن كنت شاغلا نفسك بلذة فلتكن لذتك فی محادثة العلماء و درس كتبهم فإنه لیس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا و إكبابك علی ذلك و نظرك فیه بالغه منك غیر أن ذلك یجمع إلی عاجل السرور تمام السعادة و خلاف ذلك یجمع إلی عاجل الغی و خامة العاقبة و قدیما قیل أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه فی رشده فإذا كان هواه فی غیر رشده فقد شقی بما أدرك منه و قدیما قیل عود نفسك الجمیل فباعتیادك إیاه یعود لذیذا.